مجاهد: مساهمة الأجانب في مؤسسات إعلامية مغربية تحتاج نقاشا
مع توالي الهجمات الإعلامية المستهدِفة للمغرب خلال جائحة كورونا، والتي تقف وراءها وسائل إعلام أجنبية منها ما تتقاسم مع المغرب محيطه الإقليمي، توالت التساؤلات حول سر غياب صوت المجلس الوطني للصحافة، خاصة وأن ما نشرته تلك المنابر اتضح بسرعة أنه لا يعدو كونه "أخبارا زائفة"، وهي التساؤلات التي نقلها موقع "الصحيفة" ليونس مجاهد رئيس المجلس، الذي أكد أن الأمر مرتبط باختصاصات هذا الأخير.
وأورد مجاهد أن الخروج بموقف عن طريق المجلس "مسألة معقدة قليلا، فوسائل الإعلام الأجنبية التي تنشر من الخارج ليس لدينا أي سلطة عليها، أما بالنسبة لمراسلي وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدين في المغرب، الذين نشر بعضهم مثل هذه الأمور والتي تبين فيما بعد أنها خاطئة، فلا زال السؤال قائما حول ما إذا كانوا ملزمين باحترام ميثاق أخلاقيات المهنة المنشور في الجريدة الرسمية"، مضيفا "هذا السؤال لا جواب لي عليه".
وأضاف مجاهد أن المجلس الوطني للصحافة "يشتغل طبقا للقانون المحدِث له، ولا يمكن أن يقوم بأشياء خارج صلاحياته"، موردا "حين نتكلم عن احترام ميثاق الأخلاقيات نقصد بذلك داخل المغرب، ففي حال خرقه داخليا هناك مساطر يجري اتباعها، لكن لا يمكن للمجلس الوطني أن يرد على ما ينشر في الخارج لأن ذلك ليس من صلاحياته القانونية".
أما بالنسبة للصحافيين العاملين بوسائل إعلام أجنبية المعتمدين في المغرب، فيقول مجاهد إن هؤلاء "يفترض أن لديهم ميثاق أخلاقيات خاص بمؤسساتهم، بالإضافة إلى ميثاق الأخلاقيات الدولي، لكن، أليس من المفروض أن يحترم هؤلاء ميثاق الأخلاقيات الوطني المعمول به في المغرب، حتى لو كانوا غير خاضعين للمجلس الوطني للصحافة؟"، ليخلص إلى أن هذا "السؤال" أيضا "لا جواب له، ولا زال موضوع نقاش".
ويسري هذا الأمر أيضا، حسب مجاهد، على مجموعة من وسائل الإعلام المغربية التي تملك مؤسسات أجنبية أسهما فيها، وهو قضية يراها "مهمة جدا ومحور تفكير حاليا وتتطلب نقاشا مستفيضا مع استحضار تجارب خارجية في التعامل مع هذا الأمر".
و"كصحافي مغربي"، قال مجاهد إنه يرى أن "فترة الجائحة تتطلب تجاوز الخلاف السياسي والنظر لما هو إنساني، ما يعني أن على الإنسانية أن تتضامن لمواجهة الخطر"، مضيفا "هناك من روجوا أخبارا خاطئة حتى على عاهل البلاد في هذه الظرفية، وهذا لا ينطوي على خطر سياسي فقط، بل أيضا إنساني"، خالصا إلى أن "تصفية الحسابات السياسية أمر مرفوض دائما، ومن الأولى رفضه بشدة خلال هذه الفترة، حيث لا بد من مراعاة التضامن بين الشعوب لتجاوز هذه الظرفية".
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :